كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وأول إشارة لهذا الرأي جاءت في قول سيبويه: "تقول: أنت من خلفي ومعناه: أنت خلفي، ولكن
الكلام حذف" (1) ثم أخذ النحويون ذلك تقريرا وتعليلا واستدلالا.
ففي تقريره يقول الزجاج: "في مع الظرف محذوفة، تقول: أتيتك اليوم، وأتيتك في اليوم" (2) ويقول ابن يعيش: "الظرف منها (أي من أسماء الزمان والمكان) ما كان منتصبا على تقدير في واعتباره بجواز ظهورها معه،... وليس الظرف متضمنا معنى في فيجب بناؤه لذلك... وإنما في محذوفة من اللفظ لضرب من التخفيف، فهي في حكم المنطوق به ألا ترى أنه يجوز ظهور في معه" (3) ويقول ابن الحاجب: "وشروط نصبه تقدير في؛ لأنها إذا وجدت وجد الخفض بها، فإذا حذفت تعدى الفعل فنصب" (4).
وفي تعليله يقول الوراق: "إن قيل: من أين زعمتم أن الأصل في جميع هذه الظروف أن يكون الفعل متعديا إليها بتوسط حرف الجر؟
قيل له: لأن الأفعال التي تتعلق بها وتنصبها غير متعدية، كقولك: قمت يوم الجمعة، وقمت لا يتعدى، ولما كانت الأفعال لا تتعدى، تعدت بحرف الجر، فكانت هذه الظروف مفعولا فيها في الحقيقة، وجب أن يكون الأصل: قمت في يوم الجمعة، فحذف حرف الجر- لما ذكرناه- ووصل الفعل" (5) ويقول ابن الخباز: "وإذا قلت: سرت اليوم، وجلست مكانك، وقصدت الظرفية، فأصله: سرت في اليوم، وجلست في مكانك، فحذفت في لأن أسماء الأزمنة والأمكنة لما كانت محل الأحداث دلت ألفاظها على المعنى المقصود بفي" (6).
- - - - - - - - - -
(1) كتاب سيبويه: 1 /417.
(2) معاني القرآن وإعرابه: 1 /128.
(3) شرح المفصل: 2 /41. وينظر: شرح الكافية: 1 /256.
(4) شرح المقدمة الكافية: 2 /484.
(5) علل النحو: 368.
(6) الغرة المخفية: 1 /264.